فتحي سنتر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


©«-.¸¸.-»© ¶فتحي سنتر¶© «-.¸¸.-»©
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العودة للوطن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المجتبي

المجتبي


ذكر عدد الرسائل : 124
العمر : 54
الموقع : www.sudaneseabroad.com
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

العودة للوطن Empty
مُساهمةموضوع: العودة للوطن   العودة للوطن Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2007 7:00 am

مشاعر المغتربين بعد العودة إلى أوطانهم
أثناء الغربة يشعر الكثيرون بالحنين والشوق إلى أرض الوطن، ويظلون مشدودين إلى ذكريات الماضي وإلى العائلة التي حضنتهم صغارًا؛ ويتذكرون كل ما له صلة بحياتهم في فترة سابقة كأصدقاء المدرسة ورفقاء الطفولة. والحقيقة أنهم يتذكرون تلك الأشياء بصورة ناصعة وجميلة؛ وتزداد هذه الأفكار والمشاعر قوة كلما زادت سنوات الغربة حتى تصل لمرحلة متقدمة يشعر فيها الشخص وكأنه يعيش عذابا حقيقيا بعيدا عن الوطن.
هذا العذاب النفسي يجعل المغترب يرى كل جميل في البلد الذي هو فيه على غير هيئته، وكأنه قبيح لا يطاق ويجد في كل فرصة حياة ذهبية للعمل أو للدراسة وكأنها ملعوب للإيقاع به، وهذه المشاعر السلبية التي تحاصره قد تجلب له التبرم من نفسه ومن واقعه؛ وهو تبرم يصل درجة ربما يمتعض فيها الشخص من كل شيء في حياته الحالية. ويبدو أن هذه مرحلة نفسية طبيعية تعمل على تهيئته لكي يعيش فكرة العودة. ولعل فكرة العودة بحد ذاتها تعمل بمثابة الدافع النفسي الذي يخلق له نوعا من التوازن ويعيد إليه الشعور بطعم الحنان والتأمل في جمال الكون من جديد.
في الحقيقة يجب أن أوضح أن هذه المشاعر قد تمر بها النساء أكثر من الرجال الذين قد لا يصلون لمراحل عميقة من الشوق، ولكنهم يمرون بالحنين والشوق ربما بدرجة أقل حدة من المرأة. أو أن ثقافتهم الذكورية تجعلهم يحملون ما في أنفسهم ولا يبرزونه كما تفعل المرأة. ومعلوم أن المرأة أكثر عاطفة من الرجل وهذا يجعلها أكثر عرضة للاكتئاب والتوتر والشحن العاطفي من الرجل الذي قد يمر بخبرة سيئة ولكنه يستطيع أن يتغلب عليها أو ينسى فداحتها على خلاف المرأة التي يمكن أن تتجرع الخبرة ذاتها بمرارتها لسنوات وكأنها حصلت البارحة.
عوضا على أن المرأة بتكوينتها الثقافية تشعر بأنها مسؤولة عن أمور كثيرة تزيد من توترها وتعبها النفسي مثل البيت والأطفال والزوج إضافة إلى التزاماتها الأخرى من دراسة أو عمل، ثم إنه يجب عليها مع كل ذلك أن تعتني بنفسها أثناء ذلك حتى لا تفقد عقلها! بينما الرجل حتى وإن ساعد في بعض أو جميع هذه الأمور فهو لا يأخذها بتأزم أو تشنّج؛ وقد يرجع السبب في ذلك إلى أنه لا يشعر داخليا بمسؤوليته التامة أو بأهمية هذه الأمور من الأساس. وهذا يجعل المرأة تلعب دور المسؤولية التامة بدرجة عالية من التحسس؛ فترى الخطأ في كل الأمور وتشعر بالنقص بقوة بينما الآخرون لا يرون ولا يشعرون بهذا ويعتقدون أنها زوجة وأم رائعة؛ بينما هي الوحيدة التي تقلل من شأن نفسها وتعيش اكتئابا حقيقيا بسبب بحثها غير المنطقي عن الكمال الذي هو في واقع الأمر لن يصل إليه مخلوق.
إذن فالمرأة المغتربة تعاني بشدة من سنوات البعد عن الوطن وهذه المعاناة يدخل فيها أمور واقعية وأخرى متخيلة؛ ولكنها جميعا تتسبب بألم نفسي حقيقي يؤثر على المرأة وبالتالي العائلة بأكملها. وحتى هنا لا أتوقع وجود مشكلة عظيمة لأن هذه العواطف والأفكار هي متوقعة وبعضها صحي لأنه مؤشر عن ديناميكية الشخصية التي تشعر بالمسؤولية وليست شخصية اتكالية أو غير مبالية. ولكن المشكلة هي -في اعتقاد جميع المغتربين والمغتربات على السواء تقريبا - أنه بمجرد عودتهم إلى ديارهم فإن جميع مشاكلهم سوف تحل وأنهم بلا شك سوف يعيشون تلك السعادة التي لطالما تاقت إليها أنفسهم المتعبة.
وهذه الأفكار الطموحة تشجعهم أكثر على العودة وفي غالب الحالات تكون العودة سريعة وغير مخطط لها بدقة. ولكن في تلك المرحلة العاطفية المشحونة لا تعتبر هذه مصيبة لديهم لأن تفكيرهم مشغول بالأفكار الإيجابية التي تسيطر عليهم. وبسبب خضوعهم العاطفي لتلك الأفكار فإنهم يتجنبون مناقشة المشكلات العملية من بيع الأثاث والسيارة أو ترتيب العفش وإنهاء المتطلبات وتوديع الأصدقاء وأخذ الأوراق المطلوبة...إلخ؛ وربما يتهربون من بعض تلك الأمور لأنهم في مرحلة نفسية لا تسمح لهم أن يعكروا صفوهم بالتفكير الواقعي مخافة أن يؤخر ذلك عودتهم إلى أوطانهم.
على أي حال، حينما تتحقق العودة وتصل العائلة المغتربة إلى أرض الوطن بعد سنوات طويلة من الغياب، وبعد أن تنقضي فترة السلام والزيارات الحميمة ونشوة اللقاء تبدأ مشاعر جديدة بالتولد لدى بعض هذه العوائل المغتربة. وشيئا فشيئا يعرفون أن عودتهم بالفعل ساعدتهم على التخلص من بعض المشاكل خصوصا تلك المتعلقة بالجوانب العاطفية وما يتصل بها من تربية الأطفال إن كان هناك أطفال وما يرتبط بهم من عدم توفر وقت للراحة. وإذا كانت بعض المشاكل ستحل فهناك مشاكل جديدة ستبدأ بالظهور وهي أمور ربما لم يكونوا أبدا يعتقدون أنها ستكون موجودة.
وهذه المشاكل منشؤها الأساسي هو تغير هؤلاء الأشخاص أنفسهم لأن سنوات الغربة الطويلة لابد أنها غيرت شيئا كبيرا فيهم ليس فقط على المستوى الشكلي والعاطفي بل كذلك على مستوى التفكير والمنطق. اختلاطهم بثقافة وحياة مختلفة جعلهم يفكرون بشكل أكثر وضوحا ومنطقية، فما كان أمرا يتقبلونه في الماضي من قول أو فعل أصبح الآن يثير غضبهم بل ويستحقرون من يقوم به. وما كانت عادات ثقافية تمارسها عوائلهم أو يمارسونها هم أنفسهم أصبحت تبدو وكأنها أمور تجعلهم يشعرون بالخجل منها أو من مجرد ذكرها والإصغاء إليها.
التغير الثقافي لم يلحقهم فقط بل أيضا لحق الوطن الأم الذي رجعوا إليه؛ فبعد عودتهم اكتشفوا أن هناك أمورا كانوا يعرفونها قد اختفت أو تغيرت وهناك أمور أخرى جديدة ظهرت على السطح، وعليهم تعلمها والتعامل معها كذلك. وهذا بحد ذاته يتسبب في خلق نوع من الضغط النفسي يزيد أو ينقص بحسب طبيعة الفرد نفسها. إضافة إلى وجود التزامات أسرية جديدة لم تكن موجودة في السابق ومجاملات ومحاولة دائمة لإرضاء أطراف متعددة تضيف للهم الجديد هموما مضاعفة.
ولا تنتهي الحياة الجديدة إلى هنا؛ بل يفاجأ المغتربون والمغتربات بأن أصدقاءهم القدامى إما أنهم تغيروا وأصبح كل يعيش حياته مستقلا، ومن كانت تربطهم به علاقة مودة ذات يوم أصبح في حال معينة جعلته يبتعد عن أصدقائه حتى ليبدو وكأنه غريب عنهم. ومن حق أي شخص أن يعيش حياته بالطريقة التي يريدها، ولكن المغترب القادم إلى وطنه لا يزال أسير مشاعر ولم يتخلص من استبداد العاطفة به، ولهذا فإنه يجد في كل ذلك ما يبعث على الأسى؛ ولكنه بعد فترة من الزمن حينما يستعيد عافيته النفسية ويفكر بشكل منطقي يجد لسواه العذر الكامل في الاستقلال والحرية.
الواقع أن بعض المغتربين يمرون بمرحلة الصدمة الحضارية الثقافية الراجعة التي يعيشونها من جديد على أرض وطنهم. ولهذا فإن هذه الصدمة تستغرق فترة أطول من الصدمة التي يواجهها المغتربون حينما يسافرون إلى بلاد الغربة، لأن وجودهم في أرض الغربة هو وجود مهما طال فهو مؤقت. وهنا تظهر قوة تلك الصدمة وتبعاتها. ويحس العائدون -أو بعضهم- بمشاعر خيبة الأمل لأنهم يقارنون حالهم الآن بأوضاعهم من قبل، ويجدون أنه بعد الألم النفسي في الغربة بدأت قصة أخرى؛ ولكن هذه المرة لا مهرب وليس هناك حل سحري، فهم الآن بين عائلاتهم ومعارفهم وعلى أرض وطنهم ومع هذا فلا تزال أمورهم غير مستقرة.
وتزيد هذه الأفكار السلبية حينما يصدم المغترب بالمشكلات الإدارية والنظامية المتراكمة التي ستواجهه أثناء التقديم على وظيفة أو عمل ويشعر حينها أنه غير مرحب به كما كان يظن. وأنه بعد حياة يعيش فيها وفق منظومة واضحة ينظر إليه الآخرون بإعجاب أصبح الآن يعيش شيئا آخر تماما ولا يعامل بتميز بل ترمى أوراقه في ملفات معلقة خضراء وتنسى في أدراج موظفين كسالى مثله مثل غيره من العاطلين.
جدير بالتوضيح أن هذه المرحلة القاسية التي تمثل صدمة العودة إلى الثقافة، هي مرحلة طبيعية للغاية ومعروفة في مجال الطب النفسي ولا يجب أن تخيف أحدا لأن الكثيرين يمرون بها في مختلف بقاع العالم؛ هذا إن لم يكن جميع من يرجع للوطن يشعر بذلك ولكن بدرجات متفاوتة. والخبر السعيد هو أن هذه المرحلة لابد أن تنتهي طال الوقت أم قصر لأن جميع تلك الأفكار والعواطف السلبية سوف تتوقف حالما يبدأ المغترب بالاستقرار في وطنه ويحصل على وظيفة ويتكيف مع الحياة الجديدة. ولكن ستكون الحياة أكثر سهولة وبهاء إن وجد هذا المغترب مساعدة نفسية ودعما وعدم ضغط من عائلته الممتدة، فلا يثقلون كاهله بالطلبات والتشكي والعشم الزائد بل يقدرون أنه يحتاج من يخفف عليه وليس من يزيد ثقله ثقلا.

وعلى أي حال حتى وإن لم تستجب عائلة المغترب لاحتياجاته النفسية حينما يصل من الخارج؛ فالأمر يمكن تدبره من الشخص نفسه بفهم مشاعره وحالته ومعرفة أن ما يحصل هو أمر مؤقت وطبيعي وسوف ينتهي ويجب عدم أخذه بتأزم. والأهم من هذا وذاك هو أن يعرف تماما أنه يجب عليه أن يستثمر خبرته ومعرفته وتجربته في الغربة في معالجة نفسه ومحاولة اعتبار سعادته هي الأهم وليس عليه دائما أن يرضي غيره على حساب مصلحته أو قيمه التي يؤمن بها. ولاشك أن الشخص قادر أن يتكيف مع البيئة ويسخر الإمكانات التي حوله ليستفيد منها بالقدر الملائم لكي يتجاوز مرحلة صدمة العودة إلى الثقافة ويبدأ يبني نفسه ويفيد مجتمعه حينما يضع خطة واقعية لحياة صحية تراعي الظروف الواقعية وتسعى إلى المواءمة بين الحاجات والقدرات الواقعية دون أن يستسلم للأوهام والمشاعر العاطفية المتدفقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ودكوستي




ذكر عدد الرسائل : 63
العمر : 44
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 21/09/2007

العودة للوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: العودة للوطن   العودة للوطن Emptyالخميس نوفمبر 22, 2007 4:09 am

بلادي و انا جارت على عزيزه
واهلى وان ضنو على كرام
ولهزه داخل كل منا حب و ماكنه خاصه لوطن وكل ما يبعد يزداد هز الحنين و الحب لوطن و خاصه عندما يبتعد عن الوطن لفتره طويله بحث بقيمه هزا الوطن و بشعر با الحب اليه و الزكريات الجميله التى قضها فيه و الوحد هو بعيد
وعندما يعود لوطن بكون فى حاله لا توصف من السعاده لانو بكون فى داخل الوطن
[i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المجتبي

المجتبي


ذكر عدد الرسائل : 124
العمر : 54
الموقع : www.sudaneseabroad.com
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

العودة للوطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: العودة للوطن   العودة للوطن Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2007 3:31 pm

يسلموووووووووووووا على المرور يا رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العودة للوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فتحي سنتر :: ¦ô¤~المنتديات العامة ~¤ô¦ :: المنتدى العــــــام-
انتقل الى: